إنّ دراسة صدر الإسلام والدولة الأموية يعد الحجر الأساس لفهم أحداث التاريخ الإسلامي ،بما انطوت عليه من ايجابيات و سلبيات .و يتضمّن هذا المقياس دراسة البيئة العربية جغرافيا و تاريخيا وعلاقة أهلها حينئذ بالقوى العالمية . ثم دراسة السيرة النّبوية ،التي قدّمت نمودجا مثاليا لتطبيق وحي السّماء من خلال إقامة دولة الإسلام ،و ما أحدتثه من تغيير في حياة العرب .ثم الخلافة الرّاشدة التي استطاعت الحفاظ على ذلك النّمودج فترة معينة ،إلى أن شوّهته الفتن .ثم جاءت الدولة الأموية التي أحدثت انحرافا عن الخط  الأصلي لدولة الإسلام.                                                                                                                                   

وتنقسم المادة العلمية لهذا المقياس إلى أربعة محاور أساسية كالتالي :

ا-البيئة العربية قبل الإسلام وتتضمن تاريخ العرب قبيل الإسلام بداية من لمحة عن جغرافية جزيرة العرب ثم دراسة حياة العرب الدينية والسياسية والاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية  مع التّعريج على الأوضاع العالمية وتأثيرها على العرب . 

ب- السّيرة النّبوية و تتضمّن معرفة حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – قبل البعثة و بعدها وخاصة جهوده في تبليغ دعوة الإسلام في المرحلة المكية، ثم مرحلة الدعوة الإسلامية في المدينة التي بإقامة دولة الإسلام وتثبيت أركانها والعمل على تقويتها لتحمي أبناءها وتكون مهابة الجانب وتستطيع حمل أمانة الإسلام و تبليغها . 

ت- الخلافة الرّاشدة و تشتمل على دراسة التاريخ الدولة الإسلامية  وما واجهها من تحديات سياسية و دينية وعسكرية بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه و سلم- وكيف استطاع أبو بكر الخليفة تجاوزها بمعية باقي الصحابة . ثم خلافة عمر بن الخطاب التي شهدت تطور الدولة و ترسيخ مبدأ المساواة وحفظ  الحقوق والحريّات ، فانتشر العدل في ربوع الدولة . و استمرّ الحال على ذلك في القسم الأوّل من خلافة عثمان بن عفان ،لكن في السنوات الأخيرة من حياته بدأت الفتن تطل برأسها على الدولة ،ثم   تعاظمت حتى قتلته .فاستلم الخلافة من بعده علي بن ابي طالب لكن الفتن التي عرفتها الدولة لم تهدأ ، بل اتسعت رقعتها ،وكثر المروّجون لها ، والعاملون على تفعيل الضلالات والأباطيل وعوامل الفرقة ، بقصد أو بغير قصد .فكانت النّتيجة أن قتل الخليفة علي بن أبي طالب وعمّ الاضطراب أنحاء الدولة .

ث-الدولة الأموية وتتضمن إبراز دور معاوية بن أبي سفيان في إقامتها ثم تغييره لنظام الحكم وجعله وراثيا ،وانعكاسات ذلك التّغييرعلى استقرارالدّولة وأدائها السّياسي . ثم ذكر أبرز خلفاء بني أمية الذين ساهموا في تطوير الدولة الأموية و توسيعها ،و أهم الإنجازات الحضارية ، ثم عوامل سقوطها و أهم الحركات السياسية التي ظهرت إبان الحكم الأموي .