الحمد لله الذي خلق الإنسان علّمه البيان، وفضّله على كثير ممّا خلق تفضيلا، وميّزه بالعقل والتفكير، والصلاة والسلام على المبعوث الأمين رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: لقد منّ الله على الإنسان بنعمة العقل، وفضله على كثير من خلقه، وهو إد أعطاه هده النعمة إنما ليستثمرها في كينونته وحياته مع أناه ومع غيره، لذلك كان طب المعرفة والبحث أولى هده المزايا التي كانت لصيقة بهد الكائن المفكر، وهو في بحثه إنما يستند على ركائز وحصون منهجية منظمة ومقننة تضمن له سبل المعرفة والتحري الدقيق، ليصل إلى ما يريد الوصول إليه من حقائق ومعالم استشرافية تتخطى حدود الزمن في كثير من الحالات.

لهذا كانت أهمية هذا المقياس من أهمية الموضوع ذاته، ومن حيث كونه يمثل خارطة طريق لعملية البحث والتعلم بصفة عامة ، والتضلع في هذا الفن الأدبي بصفة خاصة كدراسة الشعر مثلا، حيث يحدد مقياس عروض وموسيقى الشعر الأهداف والوسائل والخطوات اللازمة لعملية البحث الأدبي وخوض غمار عالم الشعر والتقطيع العروضي، ممّا يُساعد الباحث على تعلم ضوابط وقواعد قول الشعر ونظمه، وتحقيق النتائج المرجوة من عملية القراءة والبحث والخوض في غمار المعرفة الأدبية، مثل معرفة قواعد وأصول علم العروض، والتي منها ما هو متعلق بالباحث ومنها ما هو متعلق بالمادة العلمية، ما يساعد على تجنب الأخطاء التي قد يقع فيها الباحثين.