تطابق الارادتين
انطلاقا من الدرس السابق وجدنا ان العقد هو نتيجة لتوافق إرادتين أو أكثر وتوجه هذه الإرادة نحو خلق أثر قانوني. وأكدنا أيضًا أن العقد، ليكون صحيحًا، يجب أن يحتوي على الأقل إرادتين: إرادة موجبة وإرادة قابلة للقبول، هذه الإرادة المُعبر عنها هي التي يتم التركيز عليها، وعليه يجب أن تتطابق وتتوافق إرادة كلا المتعاقدين حتى يُعتبر العقد ساري المفعول.
وبناء على نص المادة 59 من القانون المدني الجزائري يتضح أن شرط توافق الإرادتين يُعتبر أساسياً لصحة العقد، حيث أن المشرع لم يقتصر على تبادل التعبيرات لإكمال العقد، بل أكد على أهمية تطابق الإرادتين. وبشكل عام، يتم تحقيق التوافق وتطابق الإرادة خلال مراحل عديدة تبدأ من صدور الإيجاب والقبول وصولاً إلى افتراض القبول بالإيجاب. ومن ثم، تُعد هذه المسألة أحد الجوانب التي يسعى المشرع لمعالجتها من خلال ثلاثة نقاط أساسية.