خاتمة
يمكن القول أن الاستشراف في شكله العام يسعى إلى توجيه مسار عملية صنع القرار من خلال استكشاف مختلف الاتجاهات المستقبلية المحتملة اعتمادا على مختلف المناهج والتقنيات الاستشرافية. إذ ومع مختلف التطورات التي سايرت مختلف مراحل العولمة خاصة تلك الحاصلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي كان لها آثار كبيرة على مختلف مجالات الحياة، ما أدى إلى بروز العديد من التحديات الديموغرافية؛ البيئية؛ المناخية؛.....وغيرها التي جعلت الصورة أكثر تشابكا خاصة مع حقيقة أن هذه الأحداث قد تحدث في وقت واحد على مدى العقود المقبلة ما يجعل المستقبل أكثر غموضا. وهنا نبع إدراك من طرف حكومات مختلف دول العالم وخاصة المتقدمة منها بضرورة حشد خبراءها ومختلف الفاعلين في الأوساط الأكاديمية بهدف رسم مختلف المسارات الممكنة السيئة منها والجيدة للمستقبل مع تقديم مجموعة من التوجيهات لزيادة احتمالية الاختيار الأمثل وتجنب قدر الإمكان حدوث الخيار السيء ما قد يساهم في تصحيح المستقبل بشكل نسبي ومن هنا بدأ الوعي بضرورة إدراج الاستشراف في مختلف السياسات الكلي للدول وصانعي القرار من أجل صنع مستقبل أفضل والمحافظة على الاستدامة.